كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وقد يسوغ هذا التوجيه في ما جاء المصدر فيه للمرة، فلو تعدد لم يكن ذلك التوجيه مستساغا يدلك على ذلك قولك: ضربت زيدا مائة سوط " لست تعني أنك ضربته بمائة سوط، ولكنك تعني: أنك ضربته مائة ضربة بسوط" (1) فافتقر هذا التوجيه إلى الاطراد، لذلك ذهب أكثر النحويين (2) إلى أن الأصل: ضربته ضربة بسوط، وضربتين بسوط، وضربات بسوط، فحذف المصدر وأقيم اسم الآلة مقامه فأعطي إعرابه وإفراده وتثنيته وجمعه.
واعترض هذا التوجيه بأنه تفسير معنى لا بيان لأصل التركيب (3)، فحاول ابن يعيش أن يصحح أصل هذا التركيب (4) بأن موضع (بالسوط) نصب صفة لضربة ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، ثم حذف حرف الجر، فتعدى الفعل فنصب، فأفاد العد، والدلالة على الآلة.
وسبق للعكبري أن رد هذا التوجيه بقوله: "وليس السوط هاهنا منصوبا على تقدير حرف الجر لثلاثة أوجه:
أحدها: أن حذف الحرف ليس بقياس.
والثاني: أن في قولك (سوطا) دلالة على المرة الواحدة، ألا ترى أنك تقول ضربته أسواطا ولو كانت الباء مرادة لم تدل على ذلك.
والثالث: أنك تقول: ضربته مائة سوط، ولا تريد مائة ضربة بسوط، إذ لو أردت ذلك كان المعنى أن جميع الضربات بآلة واحدة، وليس المعنى عليه، بل تقول: ضربته مائة سوط، وإن كانت كل ضربة بآلة غير الآلة الأخرى" (5).
- - - - - - - - - -
(1) المقتضب: 4 /51.
(2) ينظر: المقتضب: 4 /51، والأصول في النحو: 1 /169، وشرح الكافية: 1 /269، وشرح ألفية ابن مالك: 103 وشرح التصريح: 1 /328، والمطالع السعيدة: 300، وحاشية ياسين على الألفية: 1 /254، والواضح في النحو: 240.
(3) ينظر: الأصول في النحو: 1 /169، والخصائص: 1 /284، وظاهرة النيابة: 224.
(4) ينظر: شرح المفصل: 1 /112- 113.
(5) اللباب: 1 /263.